احباب تحت التراب

الأحباب تحت التراب
يكتبها – حسين سليمان
Whas28@yahoo.com
يدور دولاب الحياة بخيره وشره ويعلو صوته وينخفض وتمضي الأيام مسرعة لا تشعر بوجودها يأتي الشتاء فينبت الربيع ثم تنقلب ورقات الأجندة وكان ريحا تساعدها على ذلك وما تلبث إلا والشيب قد غزا راسك ....... الحياة بمجملها حدوثه أو على رأي احدهم تمضي سوا ليف .

ربما هي مقدمة لما يحدث في سنين عمرنا التي تذهب بعيدا عنا دون نشعر بها أو يشعر الأخ بأخيه أو الأب بابنه وما إلى ذلك من أمور ولكن ولطول الساعات التي يبذلها الفرد من اجل لقمة العيش التي لا نستطيع طحنها بأسناننا المتهرئة من سوء التغذية الصحيح .... وفي معترك الحياة لا بد وان يتطاول شخص أمامك يكون مع الأيام زميلا وصديقا وربما يصل الأمر أن يكون حبيبا يدخل إلى أعماق القلب ويسكن دون استئذان لا تستغرب ان يكون هذا الشخص هو الاب او الام اكثر من ثلث عمرك تقضيه معه دون أن تنتبه إلى هذه اللحظات المنقضية يتخللها الجهد والتعب والصراخ والهدوء الذي يسبق العاصفة أنها لحظات لا تنسى ولا تمحى من الذاكرة . وتبقى هذه الصورة لذلك الشخص ترتسم في الذاكرة ويتخيلها العقل فتصبح كالظل الذي يرافق الإنسان

أينما حل أو ارتحل. ..... قد يطغى حبه على النفس البشرية التي بين جنبيك . انه احد الخلان الذين فقدوا من هذا الزمان.

وان طال العمر أو قصر فان في الحياة لحظات حزينة مبكية يخطف من خلالها هادم اللذات صغيرنا وكبيرنا صديقنا وزميلنا وصاحبنا وخلنا .... ندرك حينها أن من دخل القلب دون استئذان يخرج من حياتنا دون استئذان أيضا مع فارق شاسع في المرتين الأولى والثانية ففي الأولى دخل حبيبا رغم انفك وفي الثانية خرج مرغما مستسلما لقدر الله سبحانه وتعالى ليودع الأحباب وقد ارتدى ملابس الوداع الأخير بعد أن لفظ أخر الحروف واخرج من صدره أخر الآهات . ولم يعد الهواء صديق جهازه التنفسي بعد أن توقف في محطة الخروج من الحياة دون رجعة بإذن الله ...... هؤلاء هم أحبابنا الذين سكنوا تحت التراب وودعوا النور والخلان .... بكينا وتنهدنا طويلا ...الصدمة شديدة عند الموت ومريرة عند دخول القبر ... إليكم أيها الأحباب يا من سكنتم تحت التراب نرفع سويا أيدينا لخالق الأرض والسماء أن يرحمكم برحمته ويدخلكم الجنان ولأهلكم نسأل الصبر والسلوان
فكيف ان من فقدته يمثل لك عمرك كله . ويمثل كل الاركان المحيطة بك .. انه امر الله الذي يقع بين حرفين ان اراد شيئا قال سبحانه كن فيكون ........ فالامانه يجب ان تسترد فما بالك وان الامانه لملكوت السماوات والارض – هو الذي يعطي وهو الذي ياخذ ... ولكن انا على فراق احبتنا لمحزونون كما قال سيد البشرية صلى الله عليه وسلم ... انا يا ابراهيم على فراقك لمحزونون – فهذا سيد الخلق فما بالك نحن ... فنحن محزونون وباكون ومتاثرون وبالاحبة مغرمون ان كانو احياء او ميتون

» رسالة من تحت التراب