مقومات الزواج الناجح

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أنا جاية اليوم ومعايا القسم الثاني من كتاب حياة زوجية بلا مشاكل
وأتمنى الكل يتثقف ويستفيد وأهم شي التطبيق ..
مقومات الزواج الناجح
1/ الدين :
وعند الاختيار في الزواج يأتي الدين ليحتل المرتبة الأولى كما جاء في هدي الحبيب المصطفى : (( تنكح المرأة لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك )) وقال : (( إن جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه ، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير )) ..
لأن الدين هو أصل كل صلاح في الوجود وهو العون والمدد على العبادة الصادقة الصحيحة لله تعالى في الدنيا بما يستوجب الفوز في الآخرة والنجاة يوم الفزع الأكبر ..
كما أنه لا يتحقق صلاح المرأة إلا إذا كانت ذات دين مهما بلغ غناها أو جمالها أو نسبها ..
ومن أهم دعائم تحقيق السعادة الزوجية أن تكون الزوجة ودودة ولودة وليست جحودة حيث إن جحود المرأة يورث الكراهية والتنافر بين الزوجين فقال عليه الصلاة والسلام : ( تزوجوا الولود الودود) كما اقتضت حكمة الله وجود المودة بين الزوجين بمعنى أن يطمئن ويأمن كل منهما إلى الآخر حتى تتحقق السكينة والسعادة ..
2/ الأمانة :
وهي يقظة الضمير الأخلاقي فيما بين العبد وربه ، وبالأمانة تتحقق الثقة بين الزوجين والثقة تعني الاستقرار النفسي والروحي ، فإذا كانت الأمانة صفة الزوجين بلغت السعادة ذروتها ونالت الأسرة علو مكانتها وصلحت الذرية وتحققت السعادة الأبدية دينا وآخرة ولقد صدق حبيب الرحمن حين قال : ( لا إيمان لمن لا أمانة له ).
3/ الإخلاص :
ويعني خلو بيت الزوجية من الغش والخداع والنفاق وهو بمثابة نقاء وصفاء العلاقة الزوجية بين الزوجين بمواجهة الحقائق ووضع الأمور في نصابها والعمل على حل مشكلاتها بدون تدنيس أو تزييف أو مراوغة أو تأخير ..
وإذا تحقق الإخلاص نالت الأسرة الخلاص من كل كدر ونكد يعكر صفو حياتهما وهو يعني الصراحة المطلقة بين الزوجين والوضوح ..
4/ حسن الخلق :
وهو التحلي بكريم الصفات وطيب الأقوال والأفعال وصفوة الفضائل في السلوك والخصال ويعني لين الجانب بين الزوجين بعيدا عن الغلظة والقسوة والتعالي والمكابرة بما يحقق الألفة والمودة والرحمة فيتجاوز كل منهما عن هفوات الآخر ويلتمس له العذر في التقصير والمغفرة في الإساءة وهو بمثابة الرفقة عن رديء الأفعال وبذاءة اللسان وكفران النعمة وفحش القول وسوء العمل ..
ولقد صدق سيدنا محمد – عليه أفضل الصلوات والتسليم : ( البر حسن الخلق ) والخلق الحسن الكريم هو حكمة بعثة الصادق الأمين – عليه الصلاة والسلام – في قوله : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )
5/ قوة الرابطة :
ويقصد بها قوة درجة التعلق في الزوجين ببعضهما البعض بمعنى أن يختار كلاهما الآخر بمحض إرادته وأن يكون بينهما تعلق روحي ووجداني حتى تكتمل السعادة بينهما ..
6/ الثقافة الدينية والزوجية :
وتعني الثقافة الدينية فهم الزوجين لدينهما ومعرفة حدود الله والحلال والحرام والطيب والخبيث ، وحقوق الزوج على زوجته وكذلك الزوجة أي يعرف كل منهما ماله وماعليه فهما مكملين لبعضهما وليسا ضدين ..
فإذا عرف كل منهما مكانته عند الآخر وأين هو من الذين استقامت الحياة وسعدت الأسرة لطيب العيش ..
وقد بين الحق للزوجين مقومات الحياة الطيبة في الدنيا وحسن الجزاء في الآخرة حيث قال : ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون )
ففهم الحدود والحقوق والواجبات تتحقق الرحمة والمودة والسعادة وقد أورد الهدى النبوي الشريف في بيان الحقوق قوله عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن عمرو بن العاص : ( ياعبدالله ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل ؟) قال بلى يارسول الله ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( لا تفعل صم وأفطر وقم ونم فإن لجسدك عليك حقا وإن لعينك حقا وإن لزوجك عليك حقا )...
فلا ينبغي للزوج أن يرهق نفسه في العبادة فوق العادة بما يؤدي إلى اتلاف طبيعة الفطرة وحكمة فرضية الفرائض والأركان ففي الأولى إذا جاهد النفس يؤدي إلى الضعف والتقاعس عن أداء حق الزوجية في الجماع وكسب الرزق من الحلال ..
ويتبين من الحديث أن فطرة السنة المحمدية تقتضي الاعتدال في الأداء والإتيان بالأشياء وضدها بما يحقق التوازن بين العبادة وأداء الحقوق والواجبات فالصوم ضده الفطرة وهو غذاء الجسد والأعضاء بالشراب والغذاء وفيه صحة الجسد والأعضاء وفيه صحة الإنسان واستمرارية حياته وإيصال صوم الليل بالنهار فيه إنهاك الجسد وإتلافه وهلاكه وليست هذه هي الغاية من فريضة العبادة ..
في الثانية : إن القيام ضده النوم وبالنوم يستعيد الجسد نشاطه وتجدد خلاياه وتهدأ أعصابه وهو ما يحقق القوة والجودة في عمل الإنسان بعد يقظته سواء في العبادة أو في السعي لطلب الرزق ..
فالحق تعالى حين كلف المؤمن بالتكاليف الشرعية بين له مافيه صلاح أمره بالدين وما يحفظ له صحته بالتبيين ..
في الثالثة : وجوب حفظ المرأة نفسها بالتعفف والاعتصام من الزنا أثناء غياب زوجها لأي سبب من الأسباب تراقب ربها فتخشاه وترعى عهده وميثاقه الذي قطعته على نفسها فإن عقد الزواج هو أقدس عقد وأعظم عقد وأعظم ميثاق في الأرض عند الله عز وجل ..
وقد أوجب تطبيقه بين الأزواج كما توجب أيضا حفظ الزوجة لمال زوجها فلا تبديد ولا تبذير ولا إسراف ولا تقتير فإن التقتير حرمان والإسراف إتلاف وجميعها حرام فوجب الاعتدال بأمانه ..
في الرابعة : وجوب بر المرأة لزوجها إن أقسم عليها لا تفعل شيئا ما وبرها يكون بالامتناع فلا يقع يمين الزوج ويحنث مما يعرض البيت والحياة الزوجية إلى الانهيار والضياع وشتان بين الزوجات الأبرار والمعاندات الفجار ( فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله )
وقد قرر التنزيل رفع الضرر عن الزوجات عند طاعتهن لأزواجهن فلا بغي عليهن مع الطاعة بقوله سبحانه : ( فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا )
كما بينت السنة المطهرة استحباب معاونة الرجل لزوجته في شؤون البيت إذا لزم الأمر لأن مبدأ المعاشرة يقوم على المودة والرحمة فإذا وجد الزوج من العمل ما هو فوق طاقة الزوجية وما لم تستطع تأديته في وقت محدود ولدى الزوج الفراغ والوقت ، فليس يعيب ولا ينقص هذا من قدره شيئا أن يعاون زوجته ويساعدها في عمل البيت ..
ولدينا القدوة والمثل الأعلى في رسول الله فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في مهنة أهله ( تعني في خدمتهم ) فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة ...
وعن عروة عن عائشة رضي الله عنها بلفظ (( ما كان إلا بشراً من البشر يرقع ثوبه ، ويحلب شاته ويخدم نفسه ))..
فمعاونة الزوج وأهله قمة العظمة لماله من أثر الرحمة والقرب بين الأزواج والمودة والألفة وقوة الرابطة والمحبة وكفى به فخرا أنه نهج رسول الله ودربه القويم وشمائله وخلقه العظيم ...
وفي بيان ما يخص المرأة ويحقق سعادتها دنيا وآخرة حددها الرسول صلى الله عليه وسلم في ثلاث فعال : (( إذا صلت المرأة خمسها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها دخلت من أي أبواب الجنة شاءت )) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

__________________