العولمة وتأثيرها على الشباب العربي

تعد إشكالية العولمة من الإشكاليات الراهنة في المجتمع الدولي خاصة وأنها تهدف إلى فرض مركزية واحدة على العالم، مستأصلة بذلك الخصوصية التاريخية والثقافية والدينية للمجتمعات أخرى وتحديدا الدول التابعة والمهمشة، ويمكن القول بأن خطورة العولمة ناجمة بالأساس في كونها لا تبسط هيمنها بشكل مباشر بل تلجأ إلى ما يمكن تسميته بالاحتواء الثقافي للآخر عبر شحنه بقيم جديدة مفارقة لنوعية القيم التي يتشربها في فضاء مجتمعه ذي الإرث الحضاري الخاص، ومن بين هذه الفئة التي تستهدفها العولمة بنموذجها الحضاري فئة الشباب العربي، ومن هذا المنطلق فإننا سنعمد إلى طرح مجموعة من الأسئلة الرامية إلى استيعاب كيفية تأثير العولمة على سلوك الشباب، والاستراتيجيات التي تعتمدها في هذا التأثير.

*- تحديــد المفاهيـم:

لقد انبثق مفهوم العولمة في ظل النظام العالمي الجديد الهادف إلى فرض سيطرة الدول المتقدمة حضاريا على العالم، وقد تغذى هذا المفهوم بمجموعة من التنظيرات لعلماء الاجتماع وفلاسفة ومفكري ما بعد الحداثة، في مقدمتهم صمويل هنتجتون الذي ذهب في كتابه (صراع الحضارات) إلى تفضيل الحضارة الأمريكية واعتبارها النموذج الأرقى والجدير بترسيخ مركزيته في العالم، والاحتداء من طرف الدول الأخرى، وأيضا عالم الاجتماع الياباني الأصل فرنسيس فوكاياما الذي أكد من خلال كتابه (نهاية التاريخ والإنسان الأخير) على أن كل الإديولوجيات التي تعاقبت على التاريخ وقدمت تصورها لتغيير المجتمع أبانت عن هشاشتها مثل النموذج الاشتراكي لوقوعه في الكليانية وإلغائه مشكلة التعددية والتنوع والاختلاف، باستثناء النموذج الأمريكي الذي يراه النموذج الذي استطاع تحقيق تنمية حضارية شاملة، والديمقراطية للمجتمع الأمريكي، بالرغم مما يعرفه من تنوع في نسيجه الاجتماعي، هذا بالإضافة إلى مفكرين آخرين مثل ريتشارد رورتي وليوتار، وبودريار الذين احتفوا بالتطور التكنولوجي والحضاري الهائل الذي حققه النموذج الأمريكي، مؤكدين على صلاحيته لسيادة العالم دون التساؤل عن الأخطار الناجمة عن ذلك مثل استئصال الخصوصية النوعية للشعوب الأخرى ومصادرة حريتها، وحق تمثيل نفسها تماشيا مع إرثها الحضاري، والواقع أن بروز العولمة راجع أيضا إلى تراجع النموذج الاشتراكي الذي كان مزدهرا في أوروبا الشرقية، مما أفسح المجال أمام النموذج الأمريكي ذي النزعة الرأسمالية، للتسلط والهيمنة على العالم بما فيه العالم العربي، وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن المجتمعات العربية الإسلامية هي الأكثر تأثرا بمضاعفات العولمة وسلبياتها لكونها عاجزة عن تبادل التأثير مع الغرب المتقدم، أو إنتاج خصوصية في سائر المجالات، ومن هذا المنطلق فإننا نستنتج أهم انعكاسات العولمة على سلوك الشباب وسنحاول رصدها عبر مستويات متعددة.

1)- على الصعيد الاجتماعي:

لا يخفى على المتأمل في سلوك الشباب وعلاقاته الاجتماعية تأثير العولمة السلبي، حيث نلاحظ ارتداء الشباب وخاصة الفتيات والنساء لملابس هي غاية في التحرر والابتذال بدعوى الحرية، متأثرين في ذلك بما تعرضه الأفلام الأمريكية من مظاهر الحرية، وإثبات الذات، ومتجاهلين بذلك حقيقة بالغة الأهمية وهي أن مظاهر التحرر التي تقدمها الأفلام الأمريكية للمرأة الأوروبية هي منسجمة إلى حد كبير مع خصوصية المجتمع الغربي الذي حقق العلمانية منذ عصر النهضة، في حين أن المجتمع العربي له مرجعية مختلفة هي المرجعية الدينية الإسلامية التي تعتبر اللباس المحترم شرطا من شروط صلاحية الفرد واستقامته داخل المجتمع، وأهليته للإسهام البناء في تقدم مجتمعه، والواقع أن خطورة هذا التحرر في اللباس لم تقف عند حدود المظهر الخارجي للفرد بل استتبعت معها انحرافا في السلوك، وتحللا في الأخلاق، ومن مظاهر انعكاسات العولمة على البنية الاجتماعية تراجع الدور التربوي الأسري، نتيجة انشغال الآباء بأعباء الحياة وتكاليفها الجديدة التي ازدادت مع نظام العولمة الأمر الذي جعل الأطفال عرضة لتأثر المباشر بوسائل الإعلام التي تزرع في روحهم العنف، وتشحنهم بقيم منافية لمجتمعاتهم مستوحاة من قيم المجتمع الغربي، وقد كان من نتائج ذلك تفكك الرابطة الأسرية وضعف تشرب الفرد لقيم أصيلة نابعة من سيرورة مجتمعه التاريخية ومتلاحمة مع القضايا الراهنة التي تشغل أمته، وعلى هذا الأساس فالصورة المنفصلة عن طبيعة الواقع العربي تعد من أقوى استراتيجيات اختراق العولمة للمنظومة قيم الشباب وتغريبهم عن أصالتهم وتذويبهم في مركزيتها، لأن احتواء الشباب ثقافيا يعد أخطر من الاستعمار العسكري، فهذا الأخير يكون مرئيا ومباشرا مما يسهل عملية مقاومته وتحفيز الهمم باسم الدين والوطن لمجابهته، أما هذا الاحتواء الثقافي للشباب فيجعل الفرد مستلبا ومتشبثا بقيم معتقدا أنها كونية، مغيبا بذلك النزعة المركزية والأيديولوجيات المضمرة خلف هذه القيم لطمس كينونته التاريخية والدينية والاجتماعية.

2)- على الصعيد الديني:

لم يقف تأثير العولمة على الشباب عند حدود المستوى الاجتماعي، بل بدت معالمه واضحة أيضا على صعيد البعد الديني، حيث أنه انفصل الشباب عن قيم دينهم، واعتقدوا بعدم صلاحيتها للاستمرار والتفاعل مع سيرورة العصر الراهنة نتيجة تأثرهم بمظاهر معتقدات جديدة يعرضها الإعلام الغربي، خاصة وأنها ترتبط بشخصيات ونجوم في الغناء والسينما، مما يدفع الشباب العربي إلى التأثر بمعتقدات هذه النجوم وتشربها للظهور مظهر الحداثة ولعل من أخطر المعتقدات التي بدأت تبرز في نسيج المجتمع المغربي مؤخرا عبادة الشيطان التي وجدت لها أتباعا في الثانويات، ويمكن القول بأن هذا الطقس الجديد نابع من تأثير الاجتياح الإعلامي للغرب، حيث يظهر الشباب مستهترين بقيم دينهم الأصيل ومتحللين خلقيا، ومدمنين على الخمور والمخدرات والتجديف في المقدسات أسوة ببعض القيم والمظاهر التي يسربها الغرب إلى المجتمع العربي الإسلامي.

إلا أن أخطر تأثير تمارسه العولمة على الصعيد الديني، هو ظهور نزعات أصولية متطرفة، فنتيجة لسعي النظام العالمي الجديد الهادف إلى تسيد النموذج الأمريكي على العالم، وما يحمله من قيم متعددة جاء رد الفعل متطرفا من بعض الشباب العربي الذي انفكأ على ذاته، وحاول الاحتماء من خطر الغرب بالرجوع إلى الماضي، والتعصب للدين تعصبا أعمى ورفض كل أشكال الحوار والتعايش، كما يمكن ملامسة هذه الانعكاسات الخطيرة على صعيدين:

- على الصعيد الأول: أن إبراز صورة الشباب العربي المسلم في صورة المتطرف الرافض للحوار والتعايش والتشبث بأساليب العنف ترسم للإسلام صورة قاتمة تنفر منه كل الشعوب، وسائر البشر، وتثبت صحة تلك الصور التخييلية التي رسمها الغرب للإسلام باعتباره مشجعا على الإرهاب العنف والتطرف، ودليلا على البربرية.

- على الصعيد الثاني: إن الرجوع إلى الماضي، والتسليم بكل ثوابته وقيمه واعتباره النموذج الأرقى والجدير بالإتباع لضمان التقدم دون مساءلة أو بحث، هو أمر يساهم في التخلف وعدم مواكبة مظاهر العصر الراهنة، كما أنه يتيح للغرب الفرصة للسيطرة علينا وتعميقها، لأنه يجد الحاضر فارغا بسبب هذا الانكفاء على الذات والإغراق في الماضوية، كما أن البحث عن حل للأزمة من طرف الشباب عن طريق الارتماء في حضن الماضي، هو أمر يحمل معه سلبيات أخرى ممثلة في تقديم الإسلام للغرب باعتباره عاجزا عن استيعاب مظاهر الحضارة الجديدة، ويؤكد تلك الأفكار التي أتخذها الغرب مطية لاستعمار الدول العربية.

ومن هذا المنطلق فارتماء الشباب العربي في أحضان الماضي لمقاومة خطر العولمة هو سبب عميق في حرمان المجتمعات العربية من طاقات هذا الشباب في خلق التنمية الحضارية والالتزام بقيم عصره الراهنة.

3-على صعيد استراتيجيات التنمية وعلاقتها بسلوك الشباب:

يمكن القول أنه نتيجة للتضرر اقتصاد الدول العربية من سيطرة اقتصاد الدول المتقدمة، وارتهان سرعة تطوره وتأخره بالاقتصاد الأمريكي، فإن الدول العربية وتحديدا منها المغرب تحاول في العقود الأخيرة تشجيع استثمارات الدول الأجنبية، وتشجيع مشاريع تطال ما هو عمراني، لتحسين الصورة في الخارج، وجلب عدد من السائحين، إلا أن هذه الاستراتيجيات قد نجمت عنها فوارق طبقية خطيرة، تمثلت في إحجام الدولة عن دعم مشاريع أخرى تخدم المكونات الحقيقية للتقدم والتنمية مثل محاربة البطالة والفقر وتشجيع الثقافة، ودعم المناطق المهمشة، وبناء عليه فإن تجاهل الدول لهذه المشاكل كانت لها انعكاسات سلبية خطيرة على الشباب العربي، حيث وجد نفسه مهمشا ويعاني البطالة والفقر والإقصاء ومجموعة من الظواهر الاجتماعية الشاذة الأخرى التي تعيق التقدم، في مقدمتها التعاطي للمخدرات للهروب من هذه المشاكل، والإجرام والعنف نتيجة اليأس والمعاناة.

*- العولمة وسلوك الشباب نحو استراتيجيات جديدة للمقاومة:

إذا كانت العولمة هادفة إلى احتواء الشباب ثقافيا وتذويبها في المركزية الأمريكية مستعينة بذلك بجملة من المظاهر أبرزها الإعلام فقد توجب على الشباب العربي مقاومة خطرها عبر وسائل متعددة.

- التعامل مع الإعلام بوعي نقدي فليس كلما يعرضه الغرب في أفلامه ومسلسلاته صحيحا وصالحا للانسجام مع الخصوصية الاجتماعية للشباب العربي، فهذا الأخير يجب أن يعي بكونه مستهدف بهذا الإعلام لطمس هويته وبتره عن مشاكله الحقيقية وإرثه الديني والتاريخي، لذلك ينبغي للشباب العربي التسلح بوعي جديد ينفتح على الإعلام الغربي وما يطرحه من قيم بذكاء وحذر حتى لا يتغرب ويفارق قيمه الحقيقية.

- تفعيل دور الأسرة والمدرسة:

إذا كان المراهق هو المستهدف بالإعلام العربي فإنه ينبغي للآباء المراقبة المستمرة لما يشاهده الأبناء من برامج تلفزية، حتى لا يتأثرون سلبيا بكل ما تقدمه من صور عن الغرب وممارساته، إضافة إلى شحنهم بقيم دينهم ومجتمعهم ليظلوا محافظين على خصوصيتهم وهوياتهم، ومن شأن هذه المراقبة أيضا أن تقوي أواصر ارتباط الشاب بأسرته ومجتمعه، وتحصينه من الانحلال الأخلاقي، هذا بالإضافة إلى أن للمدرسة أيضا مسؤولية قصوى في إعادة تقويم سلوك الشباب العربي وتنبيهه إلى مخاطر العولمة وانعكاساتها الخطيرة وغرس قيم الدين والوطن والمجتمع في أرواحهم حتى يتأتى للشباب العربي التسلح بعدة ثقافية تمنعه من الاستلاب والإنخداع بالغرب ونموذجه الحضاري.

- تشجيع الدور التربوي للثقافة:

تعد الثقافة أبرز حصن يمكن من خلاله حماية الشباب من الاستلاب الحضاري، لأنه إذا كان من السهل على الفرد العادي الإنخداع والانبهار بما يعرضه الغرب من قيم وأخلاق ومظاهر للعيش في أفلامه ومسلسلاته، فإن المثقف يملك من الوعي النقدي ما يكفله الوصول إلى هذه الأبعاد الإيديولوجية المضمرة وراء الإعلام الغربي والهادفة إلى تجريد الشباب من هويته وتغريبه عن إرثه التاريخي والديني والسياسي، ولذلك ينبغي للمثقفين مواصلة دورهم الريادي في فضح أخطار العولمة، وما تنطوي عليه من رغبة جامحة في استلاب الشباب وتحويلهم لتابعين للنموذج الحضاري الأمريكي، وشحنهم بكل القيم المنسجمة في نفوسهم وتقوية أواصر حبهم للوطن، هذا بالإضافة إلى طرح مفهوم أخر للمقاومة يبعد الشباب عن الشكل السلبي الذي اتخذه لدى البعض ممثلا في التطرف الديني، والتشبث بكل القيم الماضوية ورواسبها وتعاليها على الزمان والمكان، بل إن الثقافة جديرة بأن تؤكد على ضرورة الانفتاح على الآخر من أجل مواكبة الركب الحضاري الراهن دون الانعزال عن الهوية والتنكر للقيم الصالحة التي طرحها التراث وبذالك يتأتى للشباب الحفاظ على أصالتهم من جهة، والانخراط في قلب المشكلات الراهنة لمجتمعاتهم، ومواجهة الغر ب مواجهة عقلانية.

* الإستراتيجية التنموية للدولة:

إذا كانت مجموعة من المشاكل التي تخترق المجتمع المغربي وتحول دون تقدمه مثل البطالة، الفقر، العنف، الإجرام، التهريب، الدعارة، لا يمكن فصلها عن مشكلة العولمة لأن الدولة تشجع مجموعة من المشاريع وتقوم بعدة إصلاحات هادفة لمسايرة إيقاع الغرب الاقتصادي وتفادي أزمات مستقبلية، خاصة وأن مستقبل العالم اليوم يبدو مليئا بالتوتر ومنذرا بحروب تعيد خلخلة ما هو سياسي واقتصادي، فينبغي للدولة أن تعي الركيزة الأساسية التي يمكن بواسطتها أن تقاوم أخطار العولمة الراهنة والمستقبلية، تتمثل في فسح المجال أمام الشباب لتفجير كل طاقاته التي من شأنها الإسهام في التقدم والتنمية الحضارية، وذلك عبر محاربة البطالة والفقر، وتوفير فرص للشغل أمام الشباب اليائس، وخلق بنية حديثة قوية تحمي عدم هشاشتها الشباب من الإغراق في اليأس، وتعاطي المخدرات والتهريب.

ومن هذا المنطلق فمشكلة العولمة هي مشكلة متعددة الأبعاد وهادفة إلى فرض المركزية الغربية على العالم العربي، وسلب شبابه الذي يعد ركيزته الأساسية للتقدم، والإسهام في نموه الحضاري، ولذلك وجب على كل مؤسسات الدولة تعبئة جهودها لمقاومتها بدءا من الأسرة والمدرسة مرورا بالمؤسسة الثقافية ووصولا إلى الاستراتيجيات التنموية للدولة، ولذلك فعلى الشباب العربي الإيمان دائما بأن خطر العولمة أعمق من الاستعمار لأن هذا الأخير يمكن مقاومته لكونه ملموسا ومباشرا، ومظاهره الاستغلالية بادية للعيان، أما العولمة فهي تهدف للاحتواء الثقافي وجعل الشباب مستلبا خاصة وأنها مسلحة أيضا بتنظيرات ثقافية تحمل مجموعة من الأقنعة التي تشجع على الانبهار بها، مثل الديمقراطية، والحرية، والتعددية الأمر الذي يجعل الشباب العربي يقارن بين هذه الأقنعة التي تحملها مظاهر العولمة بأساليب العيش المتخلفة داخل المجتمعات العربية فيزداد إقبالا على الغرب وانفتاح على أساليبه الحضارية، ولذلك يمكن القول بأنه من الصعب حماية الشباب العربي دون تحقيق تنمية حضارية شاملة توفر له العيش الكريم، لأنه في الوقت الذي يجد فيه الشباب العربي نفسه قويا من الداخل يسهل عليه مقاومة القيم الدخيلة والأجنبية القادمة مع العولمة واجتياحاتها المتعددة.



خاتمــة:

هكذا إذا يظهر أن العولمة ذات منبع ثقافي وسياسي وحضاري ارتبط بهيمنة النموذج الأمريكي على العالم، ورغبته الجامحة في فرض نموذجه الحضاري دون تفكير بخصوصية المجتمعات الأخرى، وما تستند إليه من قيم تاريخية ودينية واجتماعية، هذا بالإضافة إلى أن هذه العولمة تطال بالتحديد فئة الشباب التي تعتبر الركيزة الأساسية للتقدم، من خلال احتوائه ثقافيا، وسلب كينونته وهويته، الأمر الذي يساعد على ترسيخ العولمة وسيادتها على المجتمعات العربية. وعلى هذا الأساس فإذا كان من الصعب على استراتيجيات التنموية للدولة إيجاد حلول سريعة للمقاومة، فتظل الثقافة هي الجسر الباقي والوحيد لمجابهة أخطار العولمة، والكشف عن أخطارها وتعبئة الشباب بكل القيم الدينية والاجتماعية التي تخلق لديه وعيا نقديا في التفاعل مع الآخر وتلقي تأثيراته دون التفريط في الهوية والخصوصية.

روووووووووووعه

تسلك ايديك