الاسراف في نظافة الاطفال مثل التفريط بها ؟؟!

الاسراف في نظافة الاطفال مثل التفريط بها !

ام الاطفال حريصة على شن حرب القذارة والجراثيم تشبع حوض المغسلة بالمطبخ تطهيرا وتنظيفا بالصابون وقاتلات الجراثيم وتطهر حوض الحمام بها وتوزع قطع الصابون على كل مغسلة وحوض بالمنزل ذلك ان المحافظة على نظافة اطفالها هي افضل لابقائهم سالمين من الامراض الفتاكة في عالمنا الحافل بافدح زمر الجراثيم التي تنهش لحوم ضحاياها نهشا وتستطيع مقاومة العناصر الشافية في مضادات الحيوية لكن هل الحرص على الصحة يتطلب الاسراف في النظافة ؟
ان بعض الخبراء يرجع تفشي امراض معينة تصيب جملتنا المناعية الى افراطنا في التباعد فمن الملاحظ تزايد اصابة الاطفال بانواع من الحساسية والامراض الجلدية المناعية المنشأ متل الاكزيما وكذلك داء السكري الشبيبي ذي الاعتماد على الانسولين ان العوامل البيئية وحدها كتلوث الهواء لا تفسر تفسيرا كاملا سبب انتشار هذه الامراض كما يقول الدكتور غراهام روك خبير المناعة بجامعة لندن كما ان دراسات جمة تشير باصبع الاتهام ايضا الى عوامل الانماط الحياتية التي نمارسها
وهو يشير في هذا الصدد الى دراسة اخرى قام بها عالن وبائيات من لندن لاحظ من نتيجتها ان اطفال الاسر الكبير العدد ولا سيما منها الاسر التي يكثر فيها الاخوة الكبار اولئك الاطفال هم اقل اصابة باكزيما الطفولة ( شدة جفاف الجلد ) وقد يكون سبب ذلك في نظر عالم الوبائيات هذا ان الجمل المناعية لدى اولئك الاطفال تكون اكثر تعرضا للجراثيم مما اكسبها المزيد من القوة والقدرة على مكافحتها
كما دلت دراسة اخرى اجراها خبير من معهد الاطفال في بريستول بانكلترا على ( 14000 ) طفل من اطفال المدارس البريطانية على ان الاطفال الذين يسرفون في غسل ايديهم ووجوههم يكونون اكثر اصابة بالامراض التحسسية وقد تبين للدكتور غرهام روك ان كثرة التعرض للبكتيريا بما فيها " المتفطرات " ( mycobacteria ) وهي بكتريا تعيش في التراب ربما كان دليلا على درجة حسن اداء مجموعتنا المناعية

الية المناعة

يفسر الدكتور روك نظريته هذه بقوله : " عندما يولد الطفل تكون لديه جملة مناعية بريئة أي ان خلاياها لا تكون قد نضجت بعد وانقسمت الى فئتين رئيسيتين –تعرفان باسم (TH1 وTH2 ) وهما فئتان تتجاوبان بأساليب مختلفة من الاجسام الغريبة التي تغزو الجسم ودرجة حساسية الطفل الارجح لديخ تعتمد على التوازن بين هاتين الفئتين من الخلايا فالاطفال المهيأون للحساسية يوجد باجسامهم مزيد من خلايا TH2 اما الاطفال غير المهيئين للحساسية فالزيادة تكون في الفئة الاخرى من الخلايا وهي TH1 ويعتقد الدكتور روم بأن هذه النسبة العددية تعتمد على مقدار البكتريا والجراثيم التي تنبري لمقاومتها الجملة المناعية "
ويضيف قائلا : " اذا نحن ازلنا تلك البكتريا والفيروسات تماما من بيئتنا فان الجملة العصبية تجد نفسها مرغمة نحو الاكثار من خلايا TH2 المسببة للحساسية ونحن طبعا لا يمكن اننعود الى سكان البيوت ذات الارض الترابية والطين ولكن اذا لم نواجه في حياتنا مقادير كافية من البكتريا في كل يوم من ايام حياتنا فقد يكون علينا التماس سبيل ما لاعادتها الى ميدان المعركة مع جملتنا المناعية
وهنالك مثل اخر يوضح كيف ان النظافة المبالغ فيها يمكن ان تجعل الطفل اكثر تهيؤا للاصابة بمشاكل صحية :
ان غسل الشعر الزائد الذي تظن انه يبعد عن القمل عن شر طفلها مبني على ظن خاطئ فالابتلاء بالفمل لا يتأتى عن وساخة الشعر بل انه في الحقيقة يفضل التعشيش في الشعر النظيف والاسراف في غسل شعر الراس يمكن ان يؤدي الى جفاف جلد الرأس وتشققه مما يسهل على الهوام ايجاد موطئ قدم لها في شعر الرأس
ينبغي الا يغيب عنا ان الجراثيم موجودة في كل مكان من اجسامنا وفي منازلنا ولا سبيل الى دفعها فهي توجد بكميات كبيرة على جلودنا وفي مفارش السرير بل وفي حوض استحمام الاطفال وحماية الطفل من شرورها لا يكفي فيها استعمال الصابون القاتل للجراثيم فحسب بل تتأتى هذه الجماية عن طريق الحفاظ على الجراثيم والبكتيريا " الطيبة " التي تستقر حاليا على جلودنا

لا تتعجلي غسل الوليد

بعض الامهات الحديثات العهد بالحمل والولادة يعتقدون بأن غسل الطفل فور ولادته هو خير وسيلة لتنظيفه ولكن التسرع في ذلك يزيد احتمال اصابة الوليد بالتهاب السرة (omphalitis) وهو عدوى جلدية وجهازية جسمية

امتنعي عن الغسيل اليومي للوليد

عمل الطفل الحديث الولادة هو مجرد الاكل وجلب السهر على الام والوليد لا يحتاج الى غسيل يومي فمرتان بالاسبوع كافيتان بشرط تنظيف مناطق معينة من جسمه كلما تطلب الامر ذلك اما الطفل الدارج ( حديث العهد بالمشي ) فيجوز تغسيله يوميا على الا تتجاوز مدة الحمام عشر دقايق

لا تطيلي مدة غمس الطفل بالماء
بقاء الطفل مغمورا بالماء في حوض الاستحمام يجب الا يدوم اكثر من عشرين دقيقة لان اطالة غمره فيه يؤدي الى جفاف جلده وتشققه

لا تسرفي في الشامبو
غسل راس الطفل بالشامبو يوميا لا يمنع حدوث " طاقية " المهد التي يسميها بعضهم قشرة رأس الوليد فهذه الطاقية هي شكل من اشكال التهاب الجلد وبدلا من الغسل اليومي بالشامبو ( وهو ما يزيد الحالة سوءا ) يكتفي بغسل فروة رأس الوليد بالزيت المعدني وازلة القشيرات بفرشات اسنان

رأفة بالاذنين
صملاخ الاذنين يعمل على " تزييت " القناة السمعية ويجب عدم محاولة تنظيف داخل اذن الطفل بطرف عود مكسو بالقطن لان هذا العمل يمكن ان يؤدي الى تراكم الصملاخ وتجففه في الاذن وطبلة اذن الطفل لا تبعد اكثر من سنتيمترين عن القناة السمعية والام المتحمسة قد تسبب حماستها خرق طبلة اذن طفلها وبعض الامهات يستخدمن الزيت المحمى لتمييع صملاخ اطفالهن وكثيرا ما يؤدي ذلك الى اصابة الطفل بالحرق وفي موازة ذلك يجب التيقن ان هناك مناطق يجب مراعاة التامة فيها مثل

يدا الاطفال :
وهما اكثر وسائل نقل الاقذار والجرائيم وليس فقط لان اليدين اكثر الاعضاء استعمالاولمسا للمواد القذرة وانما لان الطفل بدون قصد منه يكثر من وضع يديه على عينيه وانفه وفمه بعد كل غسل ليدي طفلك ايتها الام اغسلي يديكي ايضا تفرك اليدين فركا جيدا ولا يكتفي بصب الماء عليهم

قعر الطفل
80 % من البراز هو جراثيم وقبل بلوغ الطفل العام الرابع او الخامس من عمره فانه يكون من الصعب افهامه ان حك اسفله يجب ان يعقبه غسل جيد لليدين بالماء والصابون

الفم
اسنان اللبن عند الاطفال لم تعد تعتبر شيئا ثانويا يجوز اهمالها ( باعتبارها قابلة لتجدد ) فاسنان الاطفال تسهل نطقه وتساعده على ابداء تقاطيع وجهه اذا سقطت اسنان اللبن قبل الاوان بسبب ضربة او سقطة او نخر فان الاسنان الدائمة التي ستنمو مكانها تصبح محرومة من وسيلة لارشادها فتنمو ما ئلة او معوجة في منبتها لذلك يجب المحافظة على اسنان اللبن الى اقصى حد ممكن