مرارة الغربة

موضوع: مرارة الغربة الخميس يوليو 02, 2009 6:56 am

مرارة الغربة والبعد عن العين
يكتبها : حسين سليمان
Whas28@yahoo.com

نعي ونعلم أن المال زينة الحياة الدنيا وانه الشغل الشاغل لكافة بني البشر الأغنياء منهم والفقراء. والكل يلهث خلف قطعة الخبز الدائرية التي تتدحرج مسرعة لسد رمق العيش وآخرون يكنزون الذهب والفضة.
وما بين هذا وذاك تجد الكثيرين منا لم يرضى بما قسمه الله له فيقطع البحار والمحيطات من اجل حفنة من المال قد نحصل عليها وربما نزداد تيها فوق تيه في زمن عز فيه الأمن والأمان.
وفي زحمة البحث عن المادة.وساعات العمل الطويلة ينسى الأب زوجته وأولاده فينسى الأولاد عاداتهم وتقاليدهم فينغمسون بالشهوات وحب الذات ويتشبثون بالأنانية وينسون الآخرين الذين يكدون ويتعبون من اجلهم . ويكتسبوا صفات الغرب المنحطة ويخرج الابن والبنت عن طوع الوالدين وعلى وجه الخصوص من تعدوا سن الرشد وبلغوا الثامنة عشرة من عمرهم .
تجدهم يتبجحون بأفعالهم ويرتبطون ارتباطا غير شرعي وينجبون ضحايا من البنين والبنات ويصابون بأمراض عدة هم في غنى عنها إذا التزموا بقواعد عاداتنا وتقاليدنا العربية عامة وقواعد ديننا الحنيف على وجه الخصوص.
وفي خضم الغرق بجلب الأموال تجد وقد وقعت الفأس بالرأس وتجد الأخبار السيئة تتساقط على رب الأسرة كالمطر لأنه تغاضى عن أشياء كثيرة من اجل دنيا فانية وزائلة .
ولان القانون لا يسمح للأب التدخل في شؤون أولاده بعد بلوغ سن الرشد فيستقر الابن في شقة مستقلة وكذلك تفعل البنت وتغيب الرقابة بل تمنع منعا باتا لان لكل إنسان حريته. وقد تسوقه هذه الحرية إلى دفع روحه ثمنا رخيصا من اجل شهوة أو قصة حب أو عناد أو كاس خمر يوصله إلى مقابرهم 00 فيدفن فيها بعيدا عن تراب وطنه وعن عادات أبائه وأجداده.
وتبقى مرارة الغربة عالقة بأفواه من تجرعوها. ويبقى المثل العربي القائل بعيد عن العين بعيد عن القلب. لذا فان موت احدهم أو معيشته هناك سيان لمن اختاروا البعد والمشقة 0 مقابل متعة مؤقتة ربما تزول مع زوال شمس كل يوم. ويبقى الأمر بيد الحي الذي لا يغفل ولا ينام وبيده الملك وهو الرازق بلا حساب

تسلك ايديك