يَا مَعْشَرَ العُشَّاقِ

يَا مَعْشَرَ العُشَّاقِ هَيَا وَاسْمَعُوا

حَدِيثًا لَهُ تَبْكِي القُلُوبُ وَتَدْمَعُ

عَنْ عَاشِقٍ خَانَتْهُ أَقْدَارُ الهَوَى

أَفْنَى اللَّيَالِي قَلْبُه يَتَقَطَّعُ

كَمْ كَانَ يَنْتَظِرُ اللِّقَاءُ بِحُرْقَةٍ

وَالنَّارُ فِي أَحْشَائِهِ تَتَوَلَّعُ

وَقَضَى اللَّيَالِي بِالأَمَانِي وَالمُنَى

بِرَسَائِلٍ مِنْ نَحْوِهَا يَتَمَتَّعُ

وَأَقَامَ يَنْتَظِرُ الصَّبَاحَ وَقَلْبَهُ

مِمَا مَضَى فِي عِلَّةٍ يَتَوَجَّعُ

كَمْ كَانَ يُسْعِدُهُ اللِّقَاءُ بِأُنْسِهِ

أَمَّا الفُرَاقُ فَذَاكَ أَمْرٌ مُفْجِعُ

حَتَّى أَتَتْهُ مِنَ الحَبِيبِ رِسَالَةً

صَارَتْ لَهَا أَرْكَانُهُ تَتَزَعْزَعُ

وَبَكَى لَهَا دَمْعًا وَزَادَ صَبَابَةً

حَتَّى لَقَدْ ضَاقَتْ عَلَيْة الأَدْمُعُ

يَا مَعْشَر َالعُشَّاقِ كَيْفَ حَيَاتُكُمْ ؟

مِنْ بَعْدِ فُرْقَتِكُمْ وَذَاكَ المَصْرَعُ

أَحْلاَمُكُمْ وَحَيَاتُكُمْ وَظُنُونُكُمْ

أَوْهَامُكُمْ آمَالُكُمْ لاَ تُشْبَعُ

كَيْفَ الحَيَاةُ وَفِي الفُؤَادِ كآبة

تَأْبَى لِبُعْدِ أَحِبَتِي لاَ تَقْلَعُ

أَشْكُوا إِلَى الأَقْدَارِ مَا قَدْ صَابَنِي

مِنْ ضَيْمِهَا مَا قَدْ يَضُرُ وَيُفْجِعُ

وَأَقَمْتُ عِنْدَ جِوَارِهَا مُتَوَسِلاً

لَكِنَّهَا تَأْبَى شَكِيَّتِي تَسْمَعُ

أَحْبَابَنَا هَلْ كَانَ عَيْبًا أَنَّنَا؟

مِنْ حُبِّكُمْ أَكْبَادَنَا تَتَصَدَّعُ

كَادَ الفُؤَادُ يَطِيرُ عِنْدَ لِقَائِكُمْ

وْ أَنَّهُا لَمْ تَزْدَجِرْهُ الأَضْلُعُ

جَازَيْتُمُ القَلْبَ المحُبَ بِهَجرِهِ

مَا فِعْلُهُ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَصْنَعُ

قَدْ كُنْتُ قَبْلَ فُرَاقِكُمْ فِي غَفْلَةٍ

عَنْ كَيْدِ دُنْيَانَا وَكَيْفَ تُرَوِّعُ

حَتَى سَقَتْنِي مِنَ التَّفَرُّقِ نَهْلَةً

وَرَأَيْتُ مِنْكُمْ عِلَّةٍ لاَ تُدْفَعُ

أَخْفَيْتُ يَوْمَ فُرَاقِكُمْ مِنْ لَوْعَتِي

لَكِنَّ دَمْعِي فِي المَحَبَّةِ أَسْرَعُ

هَلْ يَرْجِعُ المَاضِي لِتَرْجِعَ بَهْجَتي

وَتُضِئُ دُنْيَانَا وَنُورُهَا يَرْجِعُ

لَقَدِ انْقَضَى زَمَنُ التَّوَاصُلِ بَيْنَنَا

يَا لَيْتَ مِنْ بَعْدِ انْقِضَائِهِ يَرْجِعُ

رووووعة يسلم يدك