مقتطفات من مذكرات عانس

كنت’ جالسة ً يوما ً في شرفة ٍ منزل ٍضمني سنوات، وأنا أتأمل شريط
حياتي وما فيها من ذكريات من طفولة ٍ ومراهقة ٍ وشباب ٍ مرت في
الخيالات
تأملت’ تلك الطفلة التي تلهو بالساعات، بدمية ٍ تحضنها وتضمها إلى
صدرها بحنان أم ٍ ولدت طفلها من لحظات وهي تقلد أمها بكل الحركات
وترضعها بثدي لم ينضج دون وعي ٍ منها أو تساؤلات
ٍ تأملتها وهي تلهو بغريزة ٍ موضوعة ٍ رغما ً عنها وهي لا تدري ما معنى
ذلك بالحروف والكلمات
وبعدما كبرت الطفلة وصارت في ريعان الشباب، تطلعت إلى حب ٍ لم تكن
تعرف من فنونه إلا لغة العيون
والهمسات من حب ِ مراهقة بريء ِ أحبت حبيبا ًلم تنتظر منه غير البقاء إلى جانبه دون أي من
المسميات، دون طموح ٍ إلى زواج ٍ والعيش معه لسنوات ٍ، كانت تكفي
نظرة ٍ منه تجعلها تقفز فرحا ًٍ بالهواء تأملت’ تلك الفتاة الناضجة التي أحبت
حبا ًمحكوما ًعليه بالموت بكل القوانين الموضوعة بالأعراف والبلاد
وعانت فيه كل أصناف العذابات وواجهت الفراق بكل أسلحة العزيمة على
نسيان ما فات، وعزمت على طي صفحة ٍضمن كتاب ِ خطته بكل معاني
الحب والعبارات
وتعاقبت السنوات وهي تطمح لحياة ِجديدة ِتبني فيها بيتاً عماده رجل ٌيجمع
بعض الصفات التي تتمناها بالحياة لمنحه قلبا ً بمفاتيحه يطوي الصفحات،
وتأتي أم ٌٍ معها قائمة فيها مجموعة من الصفات لعريس ٍ ربما لا يوجد فيه
أي من هذه الصفات، وآخر لا يوجد فيه أدنى الموجودات أو ربما لا تعجبه
بكل ما فيها من صفات ، وهكذا تعاقبت عندها السنوات وهي تنتظر بداية
جديدة فيها تحقيق كل الأحلام والأمنيات هكذا بدت حياتها مع مرور
السنوات وتعبت من نظرة مجتمع ٍ لا يؤمن برب ٍ يحدد مصير العباد
أو يتجاهل أن هذا قدر لا يد فيه لأي من المخلوقات، وأن لله حكمه في تحديد
نصيب البشر والعباد
أنا عانس يا سادة في مجتمع ٍ لا يرحم امرأة باقية ًبلا زواج أو ارتباط
أنا عانس في مجتمع ٍ يكيل علي الاتهامات وينعتني بمختلف الصفات لا
ذنب لي إلا أنني لم أتزوج بالحياة أو ينظر لي نظرة شفقة ٍ ويتجاهلون ما
وصلت’ إليه من علم ودرجات، وينظرون إلي أنني ناقصة بدون رجل ٍ
حتى ولو كانت الحياة معه كلها عناء وشقاء
مجتمع يتفنن باستعمال الكثير من المصطلحات في نعت امرأة ٍ بقيت دون
ارتباط لأي سبب من الأسباب من عانس ٍ ألي عزوف ٍ عن زواج ٍ أو فاتها
القطار ولم يبق َ له عندها محطات ِ
فأنا فتاة ٌ ناضجة يا سادة ولا تلزمني مسمياتكم التي تنعتوني فيها وتزيدني
إصرارا ً على النجاح والتفوق بجميع المجالات
أنا فتاه ناضجة أزداد’ جمالا ًبديني وأخلاقي وعلمي والوصول إلى أعلى
الدرجات عندالله والعباد
فلينعتوني بكل المسميات التي تلهيهم عن مواكبة التقدم والتطور في جميع
المجالات، واللحاق بدول ٍ وصلت إلى القمر في السموات وهم يتفننون
بوضع الصفات وجرح إنسان ٍلا يحق لهم أن يحاسبوه على
قدر ٍٍ لا دخل له فيه أوجده الله دون إن يستشير أحدا ً من المخلوقات

» مقتطفات من كتابى ((حكم زواج الجنى من الانسيه))
» صرخة عانس !